بنايات يقطنها آسيويون بالمنامة تحتاج إلى رقابة .. عمارة مؤجرة لـ 4 عمال.. وفي الواقع يقطنها 12عاملا

كتب: مكي حسن
يقوم العمال الآسيويون المستأجرون لشقة من مواطن بحريني بإٍسكان عمال آخرين معهم مع أن العقد لأربعة أو خمسة عمال، لكنهم يؤجرونها لآخرين للسكن معهم لتقل كلفة الإيجار عليهم غير عابئين بزيادة العدد المسموح به في الشقة المستأجرة، ولا بالمخاطر التي تنجم عن هذه الزيادة.
وما يزيد الطين بلة «كل عامل لديه موقد»، فتزداد أعداد المواقد في هذه الشقة، كما تتحول ممرات الشقة بدءا من مدخل البناية إلى السلم (الدرج) إلى أعلى البناية إلى مكان لنشر الثياب بعد غسيلها لدرجة أن المار بها عليه ان يزيح بيديه هذه الثياب ليحصل على فرصة للمرور بجنبها.
كان هذا هو المشهد الحي المسيطر على أجواء جولة «أخبار الخليج» صباح أمس في عدد من بنايات العاصمة (وسط المنامة 302 و304) بعد تلقيها معلومات من مواطنين بحرينيين يشكون ارتفاع إيجارات الغرف من 50 دينارا إلى 75 دينارا، وعزوا هذا الارتفاع إلى صعود وتيرة تواجد هائل للآسيويين في المنامة، وأضافوا: لدرجة أن بعض اصحاب البنايات يؤجرون السطوح لهم من خلال تهيئة صندقات، وهي نماذج غير مرخصة وخطيرة جدا ولا تقي حر الصيف ولا برودة الشتاء.
وكشف أحدهم انه يسكن في غرفة في بناية، والكهرباء عليه ب 75 دينارا أما المأساة الكبرى لبحريني متقاعد يسكن في غرفة عرضها متران وطولها متران ونصف ب 30 دينارا، وقد زارته «أخبار الخليج» في غرفته أو بالأحرى في صندقته، أو كما يطلق عليه أحد معارفه «جلف سويت» وشاهدت عن كثب حجم المعاناة من جهة وصبره على هذه الحياة من جهة أخرى، منوهين إلى ان هذه القصص والنماذج تحدث في فريج الزراريع واليمانية والبنايات الموجودة جنوب شارع الشيخ عبدالله حيث في الحجرة مابين (10 و 12) شخصا آسيويا يقطن كل واحد على سرير مرتفع وهكذا دواليك.
وخلال الجولة صباح امس، تمكنا من معاينة عدة أمور، نلخصها فيما يلي: تسليك كهربائي غير صحيح وأسلاك ممتدة على كل الزوايا، لا توجد مصاعد كهربائية في بنايات من 4 إلى 5 طوابق، ممرات وسخة ملقى فيها عقاب ومخلفات السجائر واللبان والغبار، تبين أن بعض الغرف، صحيح انها مستأجرة للسكن لكننا شاهدناها محلات للخياطة.
بالإضافة إلى مشهد آخر في طريقنا عبر الممر إلى أعلى، هو وجود أعداد كبيرة من النعل على أبواب الغرف مما يكشف كثرة عدد القاطنين فيها، فوق السطوح محلات لنشر الغسيل وللطبخ وتركيب الدشات بشكل عشوائي مما يوحي ببيئة خصبة للمخاطر وصعوبة التملص منها وخاصة في وجود مطابخ كبيرة هناك من دون رقابة ومن دون أدوات مكافحة الحريق، ومن جهة أخرى، هذه الأماكن مهيأة للحريق كونها تعج بثياب معلقة لتجف بالقرب منها أكوام من الخشب والمخلفات.
وفي لقاء مع أحد العقاريين، علق على الموضوع بالقول: أنا لا أتفق مع الجهات الرسمية حين تلوم اصحاب البنايات في حال حصول خطر ما، لكن المسئول الأول هو المستأجر الاجنبي (الأول) حيث يقوم بتأجير الشقة لأعداد أضافية من دون علم صاحب البناية، وصاحب البناية ليس لديه الوقت أو نقل الاهتمام الكاف بقدر همه تسلّم إيجاره نهاية كل شهر، وقد تحصل هذه الحالات ايضا في بنايات عليها خلافات بين المالكين بمعنى أن مالكها الحقيقي قد توفي، والورثة في خلاف فيما بينهم على الأسهم، ويفترض أن يعطوها لمكتب علاقات عامة أو مكتب محاماة لمتابعتها وتخليصها أو مكتب خاص لتأجيرها.
جريدة اخبار الخليج  – العدد  ١٣١٣٥ –  يوم الأثنين الموافق  ١٠  مارس  ٢٠١٤

Image Gallery