يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي، وتحتفي مملكة البحرين في الأول من ديسمبر من كل عام بيوم المرأة البحرينية، وقد أقيم الاحتفاء الأول بيوم المرأة البحرينية في عام 2008 تحت شعار “80 عاماً من التعليم النظامي والانجاز”، ولم يأت الاحتفاء بالمرأة البحرينية من منطلق تمييز في النوع الاجتماعي، وإنما جاء الاحتفاء بها تقديراً وعرفاناً لها من أعلى مستوى في البلاد لدورها البارز في بناء نهضة البحرين الحديثة.
ويعود الفضل في الاحتفاء بالمرأة البحرينية الى الرجل الذي غير تاريخ المرأة البحرينية وأخذ بيدها الى التقدم ومنحها خلال عشر سنوات ما لم يمنحها أحد خلال تاريخها الطويل، الى صاحب الانجازات التاريخية التي أتت بالمرأة الى مقدمة الصفوف، فأصبحت نائبًا لأول مرة في تاريخ الخليج العربي، وأصبحت سفيرة، ووزيرة، ورئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومديراً لمركز معلومات الأمم المتحدة ومتحدثاً رسمياً للأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية.
الى ملك القلوب عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة صاحب المشروع الاصلاحي الذي أخذ بمملكة البحرين الى الأمام في كافة المجالات، ومن بينها نهوض المرأة البحرينية ووضع حد للسيطرة الذكورية التاريخية بافساح المجال للمرأة البحرينية لتمارس دورها الطبيعي جنباً الى جنب الرجل إدراكاً من جلالته أن الاصلاح الشامل لا يمكن أن يتم الا اذا أخذت المرأة حقوقها، وايماناً منه بدور المرأة في تحقيق التنمية الشاملة.
كما يعود الفضل أيضاً للمرأة التي قاتلت من أجل وضع نساء البحرين على طريق الكرامة، قرينة العاهل رئيسة المجلس الأعلى للمراة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة التي استطاعت في فترة قياسية وفي ظل مجتمع خليجي ذي ثقافة ذكورية متأصلة أن تحطم الكثير من العقبات التي تعوق تقدم المرأة، واستطاعت أن تضع قضايا المرأة في بؤرة اهتمام المسؤولين والمؤسسات المختلفة من خلال الخطط والبرامج التحفيزية المبتكرة التي كان من بينها تخصيص جائزة باسم سموها للوزارات والمؤسسات التي تحقق تقدماً أكبر في مجال تمكين المرأة وتهدف هذه الجائزة التي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي الى تشجيع الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة على دعم وتمكين المرأة البحرينية العاملة وزيادة نسبة تأهيل وتدريب المرأة وإدماجها في خطط التنمية الوطنية وتحقيقاً لأعلى المستويات في تبوء المرأة للمراكز القيادية والتنفيذية وصنع القرار، والتزامها بسياسة عدم التمييز ضد المرأة.
ويأتي شعار هذا العام تحت عنوان” المرأة البحرينية والإعلام” حيث ساهمت المرأة البحرينية في الكتابة الصحفية المحلية والعربية، حيث بدأت مسيرتها في عالم الصحافة البحرينية منذ أربعينيات القرن المنصرم، وتطورت تلك المسيرة في الخمسينيات والستينيات، ونال قلمها انتشاراً واسعاً في فترة السبعينيات من أمثال الكاتبة الصحفية طفلة الخليفة وعصمت الموسوي.
كما تطرقت مديرة إذاعة البحرين سابقا عائشة عبداللطيف الى المجال الاعلامي أثناء دراستها في المرحلة الاعدادية عام 1966، عندما افتتحت الاذاعة أبوابها أمام من يمتلك موهبة تقديم البرامج، وانضمت الى أسرة الاذاعة كمتعاونة في تقديم البرامج والمشاركة في أداء بعض الأدوار بالتمثيليات الاذاعية، ثم تدرجت الى قراءة موجز الأخبار ثم قراءة النشرة الإخبارية، بالاضافة الى اعداد وتقديم مختلف أنواع البرامج.
ويمكن قياس أبرز السياسات والبرامج التشريعية المنجزة على أرض الواقع من خلال عدة مؤشرات، أبرزها:
توقيع وزارة الاعلام على بروتوكول تعاون مع المجلس الأعلى للمرأة لاتخاذ اجراءات رادعة ازاء جميع المواد الاعلامية التي تظهر العنف القائم على الجنس وتروج له، ففي الوقت الذي تبث فيه وسائل الاعلام في دول العالم عبر المحطات الفضائية موادّ وأفلاماً واعلانات تعرض المرأة بشكل غير لائق، من خلال عرضها كمشهد جذاب للنظر أو تعرضها كمجرد آلة للطبخ، نجد تلفزيون البحرين يحرص على عدم تكريس مثل هذه الصورة النمطية في برامجه أو اعلاناته الوطنية، اذ يلاحظ بأن المرأة البحرينية في مختلف وسائل الاعلام في مملكة البحرين تأخذ دورها الكامل والمساوي لدور الرجل في اعداد وتقديم البرامج والنشرات الاخبارية والحوارية.
في عام 2005، تم تعيين خولة مطر رئيساً لتحرير صحيفة الوقت البحرينية، وذلك لمدة عام واحد فقط.
في عام 2008 تم تعيين أول امرأة بمنصب وزيرة للاعلام والثقافة وهي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، كما تم في العام نفسه اعداد الاستراتيجية الخاصة بوزارة الاعلام والتي تستند الى رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030، والتي لا تخلو من سياسات تمكين المرأة اعلامياً، وازالة الأدوار النمطية للمرأة في الاعلام، من خلال استمرار الجهود في مجال تغيير الصورة النمطية للمرأة في وسائل الاعلام، وزيادة مشاركة المرأة في المناصب القيادية في القطاع الاعلامي، واشراكها في رسم السياسة الاعلامية للدولة.
تحتل المرأة مكانة بارزة بين القوى العاملة بوزارة الاعلام، فقد بلغ اجمالي عدد النساء العاملات البحرينيات في هيئة الاذاعة والتلفزيون عام 2007 نحو 158 امرأة من اجمالي 586 بنسبة 27 %، وتراوحت هذه النسبة بين 28 % في الادارة العامة للأخبار و50 % في جهاز الاذاعة الحكومي وحوالي 30 % في جهاز التلفزيون، وفي المجال الصحفي تشكل المرأة 50 % من المحررين المحليين في الصحف المحلية.
ومن خلال الدراسة التي قدمتها الباحثة بثينة خليفة قاسم لنيل درجة الماجستير حول “أثر الاصلاح السياسي على تمكين المرأة البحرينية في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى في الفترة من 1999-2009”، وفي ضوء ما توصلت اليه الدراسة من نتائج، فقد تقدمت بمجموعات توصيات عبرت من خلالها عن ملاحظاتها بضرورة تغيير الصورة النمطية للمرأة البحرينية في عدد من الميادين، ومنها ميدان الاعلام، حيث دعت لأهمية تسليط الضوء اعلامياً على نسائنا اللواتي يشغلن مناصب حكومية خارج البلاد.
“البلاد” ألقت الضوء على نماذج نسائية ممن تتشرف بهن مملكة البحرين وعدد من الاعلاميات لمعرفة ماذا يعني لهن يوم المرأة البحرينية، وأهم الصعاب التي تواجههن، وعمّا اذا ساهم الاعلام البحريني في دعمهن؟ وقد خرجت معظم الآراء على أن شعار هذا العام (المرأة البحرينية والاعلام) تأكيدٌ حقيقي من القيادة الحكيمة لما أسهمت به المرأة البحرينيه في رفد المجال الاعلامي بمختلف ميادينه بعطاءات خصبة ومثمرة، فيما طالبن بأهمية توفير ضمانات أوسع لعمل المرأة في الحقل الاعلامي، حيث اختفاء عدد من الأسماء الاعلامية، نظراً لخيار البحث عن مهنة أخرى أكثر استقراراً وثباتاً في الضمان الاجتماعي، مما يجعلنا أمام اشكالية كبرى تتمثل في تلاشي الجيل الذي تتوافر فيه الخبرة التراكمية والنضج المطلوب.
عدم اليأس والاستسلام
وكانت البداية مع لبنى صليبيخ المستشار الثقافي بالملحقية الثقافية البحرينية في المملكة المتحدة، التي أكدت أن يوم المرأة البحرينية بادرة طيبة وجهد يشكر عليه المجلس الأعلى للمرأة، وفيها تأكيد للمنجزات التي حققتها المرأة البحرينية وعلى رأسها وجود مجلس المرأة كنتيجة للمشروع الاصلاحي لجلالة الملك، مشيرةً الى أن المرأة البحرينية لها حضورها وعطاؤها في مختلف المحافل، لكن عودة الحياة النيابية منحتها حق التصويت والانتخاب والترشح وهي من أكبر الاصلاحات في الدستور الحالي، قائلة: “رغم قناعتي بأن كل يوم مميز بالنسبة للمرأة العاملة والمساهمة في البناء باعتبارها نصف المجتمع، فإن المميز بتخصيص يوم للمرأة البحرينية كان بدفع المؤسسات والوزارات وعديد من القطاعات لتكريم كوادرها النسائية ايمانا بدورهم وتأثيرهم واعطائهم دافعية للمزيد من العطاء عوضا عن نسيانهم”، ووجهت نصيحة للمرأة البحرينية بأن لا تتأثر بأية عراقيل وألا تكون فريسة سهلة للاحباط. قد تمر بها محطات فشل أو تحقيق نتائج أقل من الطموح، لكن هذا لا يعني اليأس والاستسلام، بل قد تكون أساسا يعتمد عليه لانطلاق أكثر قوة. طالما كانت الأهداف واضحة والتخطيط سليم باتجاه تحقيقها فان كل ذلك يؤدي الى مزيد من النجاحات على مختلف الأصعدة.
وحول أبرز التحديات التي تواجهها في عملها خارج البحرين، قالت: بالنسبة لعملي كمستشار ثقافي أمثل المملكة في الخارج فان أكبر تحد هو القيام بالمهام المناطة بي على الوجه الأكمل وبما يرفع من اسم بلدي ويقدمها بصورة مميزة اضافة لضمان توفير أفضل صور الدعم والاسناد لجميع الطلبة البحرينيين بما يسهل لهم أمور تحصيلهم العلمي. أيضا تحد آخر لا يقل أهمية يتمثل بتعزيز علاقات وأواصر التعاون بين البحرين والمؤسسات الأكاديمية في بريطانيا وفتح مجالات للتعاون بما يحقق الفائدة الأكبر للقطاع التعليمي والأكاديمي في البحرين، مضيفة أن القيام بمهام مستشار ثقافي بالأخص في المملكة المتحدة مهمة قد يراها كثيرون صعبة على المرأة، وذلك لارتباطها بالتنقل لمناطق عديدة للقيام بزيارات للجامعات والمؤسسات الأكاديمية. أيضا تحصل بعض الأمور المتعلقة بالطلبة سواء بتعرضهم لمشاكل أو مواقف تحتاج دعما واسنادا من الملحقية. لافتة الى أن ما خدمها في هذا الجانب هو خبرتها في المملكة المتحدة بالذات حيث امتدت سنوات دراستها فيها لقرابة 11 عاما بين البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، بالتالي الخبرة ومعرفة قوانين البلد وطبيعة المجتمع وبناء العلاقات المهنية كلها تؤثر في مستوى النجاح بغض النظر عن كون الشخص ذكرا أو أنثى.
وأردفت صليبيخ بشأن وقوف الاعلام الى جانبها، بأن حضورها اعلاميا جاء من منطلق اضطلاعها بمسؤوليات ومهام تمثل وزارة التربية والتعليم وجاءت بتكليف من وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي وذلك عبر ابراز الفعاليات والجهود والأنشطة التي قامت بها، وحتى كثير من الكوادر النسائية في الوزارة من خلال نشاط العلاقات العامة، اضافة لحرص الوزارة على ابراز جهود كفاءاتها في مختلف وسائل الاعلام، منوهة لما أضافته لها مهام توليها مسؤولية المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم في وجود اهتمام من الاعلام باعتبار أن هذه المناصب قلما توكل لامرأة، كما تم ابراز تواجدها في الوفود التي مثلت مملكة البحرين في اليونسكو والأمم المتحدة، فضلاً عن تواجدها كأحد مديري جلسات حوار التوافق الوطني الأول حين اهتم الاعلام بتواجد شخصيات نسائية لإدارة الحوار.
نصف القوى العاملة
فيما رأت تمام أبوصافي رئيس قسم المحليات بصحيفة “الأيام”، أن المرأة البحرينية على مستوى منطقة الخليج العربي امرأة متقدمة، تبوأت عدة مراكز هامة، حيث عملت كوزيرة، سفيرة، نائب ومعلمة، فهي لا تشكل نصف المجتمع فحسب، وانما نصف القوى العاملة، وعمّا اذا لعب “ النوع الاجتماعي” دوراً في مجمل التحديات التي تواجه عمل الاعلامية، أكدت أبو صافي أنه في الماضي كان ثمة حرج اجتماعي في تبوء المرأة مراكز أو مناصب اعلامية مهمة، أما اليوم فالصورة تغيرت تماماً حيث تلاشت النظرة الانتقاصية بشأن المرأة، فنجدها اليوم كاتبة عمود لها تأثير واسع في تشكيل الرأي العام البحريني ولها قراء ومتابعون، فضلاً عن دورها البارز في شغل وكالات الأنباء وتغطيتها المباشرة للحدث، لافتة في سياق آخر الى أنها – شخصياً- تترأس قسماً من أكثر الأقسام صعوبة وتحديا في العمل الصحافي، اذ يتطلب مواصلة الليل بالنهار “قسم المحليات”، وقد كان هذا القسم لفترة من الزمن محصوراً على النوع الذكوري، مؤكدة أيضاً أن المرأة البحرينية تبوأت عدة مناصب تنفيذية في صنع القرار بالتلفزيون والاذاعة وغيرهما.
اختلاف جذري بالإعلام
من جانبها قالت سماح علام القائد رئيسة قسم الاسرة والمجتمع بصحيفة الوطن وعضو مجلس ادارة جمعية الصحفيين سماح علام: “هذه المناسبة ليست سوى تأكيد على أهمية دور المرأة في الاعلام البحريني وما لها من اسهامات وبصمات واضحة في هذا المجال، لاسيما وان الاعلام اليوم كالمحرك، الذي من دونه لن تتحرك عجلة التطور في اي مجتمع، فهو لم يعد ناقلا للمعلومة وحسب وانما محلل ومفند ومحرك لسير القضايا المختلفة.
وأضافت القائد “ان يخصص يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالاعلامية، فهذا دليل على تلمس أهمية الاعلام ودوره المتزايد على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي، فهذا اليوم يأتي برعاية من المجلس الاعلى للمرأة الذي تترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم ال خليفة، وهو تعبير عن حرص القيادة على دعم الاعلام والعاملين فيه، اذ لم يعد الاعلام اليوم اداة في يد المتحكمين من رجال السياسة او الاقتصاد، ولم يعد غاية تحقق المعلومة لمن يريدها ومن ثم تحليلها وتفنيدها، بل هو اداة رئيسية تؤمن البقاء والمواجهة وتضمن الوجود”.
واستدركت القائد “من عاصر الاعلام قبل المشروع الاصلاحي وبعده يدرك حجم الاختلاف الجذري الذي أصابه على عدة مستويات، الكادر، التعدد المؤسسي، الأداء، خلق فرص جديدة وغيرها، خاصة انه من غير الممكن مقارنة الظروف او التحديات بين المرحلتين، فما حصل من انفتاح وتطور في الاعلام أدى الى وجود بعض التجاوزات، فللأسف هناك من يسيء استخدام الحرية، وهناك من يستخدمها مطية لأغراض اخرى بعيدة كل البعد عن الأهداف الوطنية التي تصب في صالح الوطن والمواطن”.
وعن أمنياتها للمرأة البحرينية تختم القائد قائلة أتمنى للفتاة البحرينية ان تكون دائماً في طليعة المجتمع، فهي قادرة على التميز والعطاء اذا ما توفرت لها الظروف وتم الايمان بها.
يوم مميز
من جهة أخرى، قالت الأكاديمية والاعلامية سهير المهندي رئيس قسم العلاقات العامة والاعلام بمعهد البحرين للتدريب إن يوم المرأة البحرينية يعني لها يوماً مميزاً، مؤكدة الدور الكبير الذي يلعبه المجلس الأعلى للمرأة في تمكين المرأة البحرينية اعلامياً، ويأتي شعار هذا العام “المرأة والاعلام” تأكيداً واضحاً بأهمية المرأة ودورها في حقل الاعلام بكافة ميادينه، الى جانب أن ذلك من شأنه إفساح المجال أمام الوزارات والمؤسسات والشركات الوطنية بابراز الموظفات لديها وتكريمهن، تعاضداً مع احتفاء مملكة البحرين بيوم المرأة البحرينية، مما يضفي مزيداً من الثقة والاعتزار والقدرة بكفاءة المرأة – جنباً الى جنب الرجل- في دفع عجلة التنمية في البلاد، منوهة الى أن الدور الاعلامي الذي تلعبه المرأة أكبر من الرجل، حيث رغبتها في ابراز ذاتها بعد سنوات طويلة من السيطرة الذكورية على عدد من مفاصل العمل الاعلامي.
ولفتت في موضوع التحديات التي تواجه المرأة اعلامياً، إلى أن العادات والتقاليد في مرحلة زمنية كانتا هما العائق أمام المرأة البحرينية، وكان المجتمع غير مستعد لقبول فكرة انخراط المرأة في هذا الحقل الشائك من حيث مسؤولياته الجسام والعظيمة وما يتطلبه من فكر وحزم لمعالجة الأمور، أما اليوم وبفضل وعي المجتمع وثقة الرجل بالمرأة، تغيرت النظرة المجتمعية كثيراً بشأن عمل المرأة في الحقل الاعلامي، بل على العكس، صار يُنظر لها نظرة ملؤها الاحترام والتقدير والمهابة، وحتى على الصعيد الاجتماعي، أصبحت المرأة ذات ثقل ووزن وشهرة تدفع الرجل لأن يرفع لها قبعته تقديراً واحتراماً لفكرها المستنير ومعالجتها لكثير من القضايا التي يعاني منها المجتمع، فهي تتقاطع مع الرجل في قدرتها على ايصال صوت الشعب لصاحب القرار، مؤكدة أن المرأة كائن يتمتع بكافة مقومات الكرامة الانسانية، وهي انسان متمثل في جسد امرأة، قادرة، تعطي في كافة الميادين وأن تتخطى الصعاب والمستحيلات، وقد تتفوق في ذلك على الرجل.
ودعت القائمين على الشأن الاعلامي باستمرارية اعطاء “المتعاونين” المزيد من الاهتمام وتسليط الضوء، فهم من يعزز العمل الاعلامي، ويغطي بعض جوانب النقص، منوهة الى ان ثمة ادارات أدركت ذلك، فأفسحت المجال أكثر للمتعاونين، مشيرة الى ان برنامجها الاذاعي “اطروحات” نال الكثير من الدعم نتيجة وعي القائمين على اذاعة البحرين.
جني الثمار
من جانبها، قالت الاعلامية زهرة حبيب إن يوم المرأة البحرينية هو فرصة لجني ثمار ما حصدته المرأة طيلة عام بأكمله، وفرصة لاسترجاع ذكريات ما قدمته المرأة البحرينية في كافة مناحي الحياة، ولا يعني ذلك أن المرأة البحرينية غير موجودة باقي أيام السنة، ولكنه تكريم أصيل انبثق عن رؤيا حكيمة للقيادة البحرينية، لافتة فيما يُعنى بطبيعة التحديات التي تواجه عمل المرأة البحرينية اعلامياً إلى أن طبيعة المجتمع البحريني المنفتح والمتمدن، جعل التقارب كبيرا في نوعية التحديات التي تعترض مسيرة الاعلامي ذكراً كان أم أنثى، منوهة الى ضرورة تهيئة مزيد من الأجواء المشجعة للعمل في الحقل الصحافي تحديداً، حيث أصبحت المؤسسات الاعلامية شبه طاردة للكفاءات الإعلامية، وصارت محطة يتدرب فيها الاعلامي، لينتقل فيما بعد للعمل في القطاع الحكومي حيث الضمانات أوسع.
وطالبت حبيب الحكومة في إقرارها أيه مكرمات أو مساعدات أو ما شابه، أن تصرف للمرأة العاملة ذات المكرمة أو أن يسن قانون بتوزيع المكرمة مناصفة بين الزوج والزوجة، وعدم اعتبار المرأة تابعاً، فطالما هي تعمل وتسهم في دخل الناتج القومي للبلاد، اذن هي كائن مستقل، وعليه لابد التعامل معها على هذا الأساس.
حافز للمرأة
إلى ذلك أفصحت الإعلامية خولة القرينيس عن أن يوم المرأة البحرينية هو تعزيز وحافز لمزيد من ثقة المرأة بنفسها كي تعطي أكثر وترتقي بمجتمعها ووطنها، وهذا ان دل، انما يدل عل تميز المرأة البحرينية عن كل نساء العالم، مضيفة بشأن التحديات التي تواجه عمل المرأة البحرينية إعلاميا، أنه ما من تحديات سوى العمل في مواقع خطرة ان وجدت، أو العمل حتى ساعات متأخرة بالليل، وان كان قانون العمل واضحا في هذا السياق، اذ لا يسمح للمرأة بالعمل ليلاً الا في نطاق عمل المناوبة وذلك وفق أطر فصلها دستور مملكة البحرين في بابه التاسع المتعلق بتشغيل النساء، ولكن يبقى العمل الإعلامي له خصوصيته وله ما يميزه عن سائر الأعمال، مشيرة أيضاً الى تحد آخر يتمثل في دخول المجالس الرجالية لتغطية صحفية ما، حيث العادات والتقاليد تحتم على المرأة جانباً من الخجل في ارتياد المجالس، فضلاً عن النظرة المجتمعية، موجهة نصيحة للمرأة البحرينية بأن لا تنكسر من الداخل مهما استفحلت الظروف القاسية من حولها، فهي الأساس وهي المتكأ الأول والأخير.
http://www.albiladpress.com/article224375-1.html
جريدة البلاد – العدد 1874 الأحد ١ ديسمبر ٢٠١٣ م