بيان الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بمناسبة يوم الشباب العالمي 12 أغسطس اعادة بناء الثقة واشراك الشباب في تعزيز السلام والمشاركة المدنية

يحتفل شباب العالم اجمع في الثاني عشر من اغسطس من كل عام بيومهم العالمي احتفالاً يليق بتطلعاتهم وطموحاتهم نحو بناء مستقبل افضل لهذا العالم الذي يتعرض دوماً لتحديات وازمات تعصف بجهودهم ومساعيهم لبناء مستقبلهم الواعد، ولعل من ابرز هذه التحديات هو اهتزاز ثقة الشباب في بناء المستقبل في ظل الأزمات المتكررة التي يشهدها العالم بين الفينة والأخرى بعضها اقتصادية تطيح بجهود التنمية الاقتصادية وتخلف ارتدادات عكسية على الاقتصاد العالمي وتخلق ازمات اقلها فقدان الوظائف والتسريحات التي تطال مجاميع كبيرة من العمال في انحاء متفرقة من العالم وتفاقم مشكلة التعطل حيث الاعداد الكبيرة من الشباب التي تقف خارج سوق العمل وعدم الاستقرار الوظيفي وتدنى الأجور التي لا تفي بالاحتياجات الضرورية للشباب وضعف قدرتهم الشرائية نتيجة التضخم وقلة الموارد المادية، وبعضها الآخر سياسية وهي مولدة للازمات كافة لأنها تعود بالعالم في كثير من الاحيان إلى المربع الأول، وبعضها على هيئة نزاعات تأكل الأخضر واليابس وتتسبب في هدر ونضوب الموارد التي يحتاجها العالم بشدة للبناء والتنمية، واذا اسقطنا هذه المعطيات التي هي في مجملها عالمية على اوضاع الشباب البحريني نجد ان عدم الاستقرار الوظيفي هو احد ابرز مسببات عدم الثقة لدى فئة الشباب البحريني في المستقبل حيث الشكاوى المتكررة من الشباب البحريني من اغلاق الملفات لدى صندوق التأمين ضد التعطل وعدم نجاعة المبادرات التي تطلقها هيئة صندوق العمل” تمكين” للحصول على وظائف مستدامة، ويتضح ذلك من اختلال ميزان الوظائف بين المواطنين البحرينيين وغيرهم من غير المواطنين حيث لا تتعدى نسبتهم 18% من اجمالي القوى العاملة في البلاد، ان الاختلال الوظيفي هذا في حد ذاته مدعاة الى اهتزاز الثقة لدى الشباب البحريني من المستقبل.
ان العنوان الذي اختارته منظمة العمل الدولية كشعار ليوم الشباب العالمي لهذا العام يعالج بالتحديد ازمة الثقة التي اعترت الشباب في العالم جراء هذه التحديات والازمات وافقدته ثقته في المستقبل لأنه وجد نفسه في دوامة من التيه وبعثرة الجهود المبذولة نحو ترميم ما افسدته الازمات. ان اعادة بناء الثقة لدى الشباب هي المقدمة الأولى لإصلاح اوضاع العالم اجمع وتحديدا الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فالشعار يدعو إلى ترميم هذه الثقة عبر نهج الشفافية والعدالة وتكافؤ الفرص، كما ان اشراك الشباب تعني ان بمقدور الشباب كقوة مجتمعية فاعلة احداث تغييرات في البنية المجتمعية من جهة وقيادة مختلف المبادرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، فإشراك الشباب تعني قبل كل شيء اتاحة المجال لهم للعب دورا محورياً وحقيقياً في الحوارات المجتمعية وصنع القرار لا الاكتفاء بالمشاركة الرمزية.
وتعزيز السلام لا تعني فقط غياب النزاعات وانعدام الأمن بل تعني ايضا خلق بيئة آمنة مستقرة مهيئة للبناء والتحديث تحترم فيها الحقوق وتصان فيها الواجبات وتطلق فيها المبادرات الفردية والمجتمعية الخلاقة، ويلعب فيها الشباب دوراً في بناء الجسور بين مختلف اطياف المجتمع وبين الثقافات المتعددة.
والمشاركة المدنية تعني المشاركة في الحياة العامة كالعمل التطوعي والمبادرات الفردية في خدمة المجتمع وحماية البيئة من المخاطر والحفاظ على الصحة العامة والتكافل الاجتماعي وتعزيز الديمقراطية والمساواة والحقوق.
ان هذا الشعار يختزل على نحو ايجابي المهام الملقاة على عاتق الشباب العالمي في عامهم هذا بل في كل عام ليصنعوا غدا أفضل وحياة أجمل لهم وللمجتمع البشري اجمع، ولنجعل من هذه العناوين السامية خارطة طريق لكل الشباب في كل عام.

الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين
12 أغسطس 2025

Image Gallery