في اليوم الثاني من أيام مؤتمر العدالة الاجتماعية والديمقراطية في عالم العمل لقطاع البناء والأخشاب والعمالة المنزلية، والذي يعقد في 19 حتى 21 نوفمبر 2024م، استعرضت الجلسة الأولى الدراسة البحثية عن واقع الحماية الاجتماعية للعمالة المهاجرة في آسيا وشمال أفريقيا (مينا) تحت عنوان دور النقابات العمالية في تعزيز نظم الحماية الاجتماعية بالمنطقة العربية بالتركيز على قطاع البناء والأخشاب، والتي قدّمها الأستاذ محمد مصطفى، استشاري سياسات العمل والتنمية المستدامة، من جمهورية مصر العربية.
أدارت الجلسة النقابية زينب أبوديب، واستعرض فيها الباحث محاور الحماية الاجتماعية كحق إنساني، وكأساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، كما استعرض أرضيات الحماية الاجتماعية، عبر الوصول للرعاية الصحية وتأمين مستوى الدخل للأشخاص، وعرض إلى معايير منظمة العمل الدولية بشأن الضمان الاجتماعي، حيث أشار في الدراسة إلى أن الاتفاقيتين الدوليتين رقم 102 الخاصة بالمعايير الدنيا للضمان الاجتماعي و رقم 118 الخاصة بالمساواة في المعاملة بين المواطنين وغيرهم في مجال الضمان الاجتماعي، قد حظيتا بأكبر نسبة توقيع بين الدول ، فيما تعتبر نسبة توقيع الدول العربية على الاتفاقيات الخاصة ضعيفة، وهو مؤشر يعكس شكل التزام الدول العربية تجاه تطبيق هذه النظم.
وأشار الباحث إلى أن أهم التحديات التي تواجه تطبيق هذه النظم في الدول العربية هو ضعف شمول العمالة غير النظامية، وتحديات الاستدامة بسبب النمو السكاني وتباطؤ الاقتصاد، واستعرض الباحث اهم الفوائد والآثار الاقتصادية للأنظمة الحمائية، ثم تناول دور النقابات العمالية في تعزيز أرضيات الحماية الاجتماعية، حيث أشار إلى أن من بين أهم أدوات النقابات هي التفاوض على الحقوق العمالية وتوسيع نطاق الحماية لتشمل جميع الفئات، والتأثير على السياسات الوطنية وتطوير التشريعات الوطنية ودعم التعاون مع أصحاب العمل لتحسين ظروف العمال، فيما خلص الباحث إلى عدد من التوصيات من بينها، تعزيز أرضية الحماية الاجتماعية لقطاع البناء والأخشاب، وتعزيز التفاوض الثلاثي والحوار الاجتماعي، وتحسين ظروف العمل والتأمين ضد البطالة، وتحقيق المساواة في الوصول لهذه الحماية.
وأعقب استعراض الدراسة مداخلة للنقابي حسين عبدالكريم، أشار فيها إلى دور الاتحاد العام في التثقيف في عدة محاور مثل زيادة العضوية النقابية والصحة والسلامة المهنية، و التعاون مع النقابات العمالية على تثقيف العمال المهاجرين في قطاع البناء، حيث أشار إلى اهمية زيادة الوعي فيما يخص العضوية النقابية، و عدم التخوف من الانضمام للنقابات.
ومداخلة أخرى من الدكتورة منى فضل التي أشارت إلى اهتزاز منظومة الأمم المتحدة واتفاقياتها في الذهنية العربية بعد حرب غزة، كما أشارت إلى الفوارق بين أنظمة الحماية الاجتماعية في دول الخليج والدول العربية الأخرى، وأثر الضرائب على تغيّر هذه الأنظمة وآثارها.