أكد الأمين العام لنقابات عمال البحرين، عبدالقادر الشهابي على أن التشابه بين أنظمة وقوانين العمل في ملفات الحماية الاجتماعية والسلامة المهنية في دول الخليج، يؤكد على اهتمام أطراف الإنتاج في هذه الدول بمبدأ العدالة الاجتماعية.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر العدالة الاجتماعية والديمقراطية في عالم العمل للعمالة المهاجرة في قطاع البناء والعمالة المنزلية، والذي يعقده الاتحاد العام بالتعاون مع الاتحاد الدولي للبناء والأخشاب، ومنظمة فريدريش إيبرت، خلال الفترة من 19 حتى 21 نوفمبر 2024م.
وأشار الأمين العام إلى أن إشراك العمالة المهاجرة في منظومة الحماية، هو دليل على شمولية الحقوق التي لا تتجزأ، كما أكد أنه في الوقت الذي يشيد فيه الاتحاد بتطوير أنظمة الحماية الاجتماعية وبيئة العمل، فإنه يجدد الدعوة لمراجعة التعديلات الأخيرة على قانون التقاعد والتي تمثل تراجعا في الحقوق والمكتسبات العمالية، وتحرم المتقاعدين من الزيادة السنوية وفي نفس الوقت تمنعهم من تحسين وضعهم المعيشي من خلال الحصول على فرص عمل.
وأشار الشهابي إلى أن المحافظة على صندوق التقاعد لا يكون بحرمان المتقاعدين من حقوقهم ولا بزيادة نسبة الاستقطاع من أجور العاملين بل من خلال إدماج العاطلين في سوق العمل كما جاء في رؤية الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين.
كما أشار إلى أن الحديث عن الديمقراطية والعدالة يستحضر ما يتعرض له عمال والشعبين الفلسطيني واللبناني من عدوان وحشي لأكثر من عام، مبينا أن العالم يحتاج إلى وقفة صادقة لإعادة الثقة بمؤسساته الدولية وبالمواثيق الدولية التي تحفظ كرامة الإنسان قبل الحديث عن الحيوان والبيئة.
وفي كلمته التي ألقاها في الافتتاح، أكد مستشار الأنشطة النقابية في منظمة العمل الدولية مصطفى سعيد على أنه من غير الممكن تحقيق العدالة الاجتماعية في ظل غياب الديمقراطية، موضحا أن الديمقراطية النقابية الحقيقية لا يمكن تحقيقها في ظل غياب المفاوضة الجماعية وتعزيز مبدأ الحوار في مواقع العمل، مشيرا إلى دراسة يجري الاشتغال عليها منذ عامين وسيعلن عنها في فبراير المقبل، تتعلق بالحماية الاجتماعية للعمال المهاجرين في دول الخليج، وستكون متبوعة بمشروع يهدف لتعزيز المكتسبات، مشيدا بخطوات دول الخليج في هذا الشأن وداعيا لإعطاء دور أكبر للحركة النقابية وتعزيز الحوار، وهو الأمر الذي سينتج عنه مزيد من التطور لتعزيز العدالة الاجتماعية.
بدورها أكدت باولا كامليني منسقة البرامج في الاتحاد الدولي للبناء والأخشاب، على معاناة عمال البناء، ومشكلاتهم، مذكّرة بالعمّال الفلسطينيين في غزة، وداعية إلى وقف فوري للحرب، مؤكدة حاجة العمال في كل مكان إلى مؤازرة بعضهم بعضا.
كما ألقى كلمة منظمة فريدريش إيبرت ياسين الحناشي الذي أكد على أهمية استمرار مؤتمر الحماية الاجتماعية، باعتباره تقليدا سنويا، يعكس أهمية الموضوع.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، واقع الحماية الاجتماعية للعمالة المهاجرة بدول مجلس التعاون، حيث يقدم دراسات وجلسات تتطرق لواقع الأجور للعمالة المهاجرة في قطاع البناء والأخشاب، والحماية الاجتماعية الشاملة، والتغير المناخي والانتقال العادل لاقتصاديات أكثر اخضرارا، والحماية من إصابات العمل والأمراض المهنية. ويشارك فيه ممثلون عن أطراف الإنتاج الثلاثة وممثلون عن عدد من المنظمات النقابية والعمالية الدولية.