البطالة تفاقم العزوبية وتهدم المجتمع

بقلم: د. أحمد العنيسي

هذه الخاطرة كتبتها وأنا اتمعن فيما يجري على المجتمع، ونواته “الأسرة”.

لعله من الملاحظ بات الشباب البحريني ينحو ناحية العزوبية، ونسبة الزواج في صفوفه صارت في تناقص وتضائل.

لا أريد التوسع في المقدمة حرصًا على وقت القاريء الكريم.. هناك عاملان رئيسيان كانا سببًا في إرتفاع نسبة العزوبية أحدهما؛ تصاعد متطلبات الزواج كالمهور والحفلات والهدايا وغيرها.

السبب الآخر وهو الأهم *تفاقم نسبة البطالة* التي أدت إلى عدم ضمان الزوج للايرادات الشهرية، وبالتالي عدم استطاعة الفرد فتح أسرة لها متطلباتها الشهرية.

في واقع الأمر.. هذان السببان نتجا عنهما ازدياد نسبة العنوسة، وعليه، حينما ترتفع العنوسة يتخلخل المجتمع وترتفع القضايا المجتمعية المصاحبة له.

مثلا: كنا سابقًا نلحظ أن الشباب يتزوج وعمره بين 20-25 سنة، واذا تزوج وعمره 27 سنة يعاب عليه التأخير،  حيث السببان المذكوران لا وجود لهما آنذاك. 

في بداية القرن العشرين تجاوز العمر ليصل 30 سنة -اذا لديه أسرة مقتدرة تساعده في أمور الزواج- كمتوسط العمر للزواج ، وقد وصل بنا الحال الى عمر 35 حتى 40 سنة، ومن ثم العزوف

عندما ارتفعت البطالة وازدادت متطلبات الزواج. 

إذا لم تضع الحلول لانتفاء هذان السببان سنفقد استحكامنا على المجتمع بفقدان الأسرة الممتدة القوية، أي سيضعف المجتمع وهذا بالتأكيد يؤول به الى الهدم والتدمير.

تجدر الإشارة هنا، حتى الذين يتزوجون بمشاركة ومساعدة أسرهم، تفاديا لانهيار المجتمع، لا يصمدون ولا يتحملون مصاريف الأسرة وبعد سنوات قليلة تنخر بينهم المشاكل اذا كان المعيل بلا عمل أو عمل لا يلبي مطالب الأسرة، وبالتالي نجد نتيجتها الانفصال لانهم لا يستطيعون تشكيل نفقات أسرة بلا عمل، أو إن كان هناك عمل بدون راتب يؤمن لهم حياة كريمة. المشكلة الأخرى أن الزوجة حاليًا لا تتحمل شغف الحياة وصعوبتها إلا النذر القليل، ولا تتحمل زوج غير منفق يغطي نفقات الاسرة على أكمل وجه. ونعود للسبب الرئيسي وراء هدم المجتمع البطالة المتجذرة فيه. ولهذا السبب نطالب الحكومة العمل على علاج البطالة والتي بدون علاجها قد يهدم المجتمع وتتفرع المشاكل به كالسرقات وعمل الموبقات وانتشار الجرائم المتنوعة حيث البطالة أخطر داء على الناس.

*د. أحمد العنيسي / كاتب بحريني* 19/10/2024

Image Gallery