مريم الشروقي … .
صُرّح في إحدى الصحف المحلّية التي تصدر باللغة الإنجليزية، بأنّ الأطباء يعانون من قلّة الأطباء والممرضين، وأنّ الطاقة الاستيعابية لمستشفى السلمانية بالذات تفوق قدرتهم على التحمّل، ومعنى كلامهم هذا نقص الأطبّاء الحاد في كثير من الأقسام!
رسالة وجّهتها هذه المجموعة إلى جمعية الأطباء البحرينية على أمل حصولهم الدعم المطلوب من قبل الجمعية في إيصال صوتهم للقيادة، وهؤلاء الأطباء يشكون من عدم قدرتهم على التحمّل، فبعضهم يعمل لمدة 17 إلى 32 ساعة متواصلة، وهذا بالطبع عمل مرهق لا يقوى البشر عليه، في كثير من مراكز البحرين الصحّية ومستشفياتها! وكذلك قام الأطباء بإرسال الرسالة ذاتها إلى وزارة الصحّة، التي نعلم بأنّها ستحاول استقدام طاقم طبي من أجل سد القصور الشديد الحالي، ولكن ليس بيدها إرجاع الأطباء السابقين من ذوي الخبرة كالدكتور طه الدرازي وغيره، إذ إنّ هذا القرار سياسي بحت ويحتاج إلى القيادة لإصداره!
وكما قرأنا بأنّ المستشفى يعاني من عدم وجود 50 في المئة من الطاقم الطبي، الأمر الذي يضغط على الطاقم الحالي المتواجد، وبالتّالي نعلم بأنّ جودة العمل ستقل مع كثرة المرتادين على المستشفى الرئيسي في البحرين!
ونحن لا نلوم وزير الصحّة صادق الشهابي على هذا النقص، ولكنّنا نلوم من قام بتأليب المواقف وتزييفها على شريحة غير بسيطة من الطاقم الطبّي البحريني الكفؤ، واتّهامه بالاستيلاء على مجمّع السلمانية الطبي وحمل أسلحة واحتلاله، ومحاولة قلب نظام الحكم. هؤلاء هم من لا يجب لومهم فقط، بل نريد محاسبتهم على ما اتّهموا به الطاقم الذي برّأهم شريف بسيوني بلجنته كاملة!
لا نريد للأزمة أن تتواصل، وبالطبع أوّل بوادر الحلول إرجاع الدكتورة رولا الصفّار إلى عملها مرةً أخرى، فهذه الخطوة إيجابية ولابد أن تتبعها خطوات أخرى من أجل بزوغ فجر التوافق الوطني. هذا التوافق الذي سيتأتّى من خلال المصالحة والاعتذار عمّا حدث، وإحقاق الحقوق التي ننشدها وينشدها كل مواطن حر.
ليس سهلاً ما حدث في الوطن الغالي، وليس صعباً التسامح، وعلى رغم أنّه مر ولكن لابد منه، فلولا التسامح لما أطلق النبي محمّد (ص) قولته المشهورة لقريش: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، على رغم شدّة الألم والتعذيب والجفاء من قبل أهله وناسه وعشيرته.
لا نقول انسوا الماضي، ولكننا نقول هلمّ بالحاضر المتغيّر للأفضل، فالتضحيات تولّد انتزاع الحقوق، والصبر مفتاح المصالحة ومن بعدها التوافق، وعليه نقول لجموع أهل البحرين بأن صبرهم سيلاقيه انفراج ما بعده انفراج في يوم ما.
ولا تلوموا وزارة الصحّة فهي تقف عند حدود لا تستطيع تجاوزها، ولكن نحن نتعشّم في الأيام المقبلة خيراً، ونعلم بأنّ الحكمة ضالة المؤمن، ومن الحكمة إرجاع الكفاءات من أبناء الوطن للعمل في خدمة المرضى للقضاء على هذا القصور.
الأطبّاء… نعم صرفت عليهم الدولة الكثير، وكانت هناك «معايير» على أوجها من قبل بعض المطأفنين، ولكن أليس هؤلاء الأطباء أبناء هذه الأرض ومن حقّهم عليها الدراسة؟ ألم يأتِ الوقت لتصفية النفوس والاستفادة من هؤلاء الأبناء الذين صرفت عليهم الدولة؟ ألم يحن الأوان من أجل تصحيح الأخطاء الفادحة؟ إنّه الوقت المناسب من أجل إرجاع طاقم البحرين الطبي إلى موقعه الصحيح، فأبناء الوطن هم أولى من غيرهم للعمل في مستشفيات البحرين.
جريدة الوسط – العدد ٤١٩١ – يوم الخميس الموافق ٢٧ فبراير ٢٠١٤