باراك أوباما … رئيس الولايات المتحدة الأميركية
طوال تاريخ أمتنا، قادت المرأة الأميركية حركات في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وحققت اكتشافات علمية اختراقية، وأثرَتْ ثقافتنا بأعمال مذهلة في الفن والأدب، ورسمت اتجاهات جريئة في سياستنا الخارجية.
لقد خدمت النساء بلادنا ببسالة، انطلاقاً من ساحات القتال في الحرب الثورية إلى صحارى العراق وجبال أفغانستان. وبمناسبة إحياء شهر تاريخ المرأة، نكرّم انتصارات وكفاح وقصص النساء اللواتي جعلن بلادنا ما هي عليه اليوم.
وفي هذا الشهر نتذكر أن الحرية والعدالة، حتى في أميركا، لم تتحقق بسهولة على الإطلاق. وكجزء من حركة عمرها قرون ودائمة التطوّر، وضعت نساء لا تعد ولا تحصى جهودهن لدفع عجلة التقدم- ناشطات اجتمعن في سينيكا فولز وعبَّرن عن قضية محقّة، رائدات تحدّين التقاليد وحطّمن السقوف الزجاجية.
الملايين طالبن بالسيطرة على أجسامهن، وأصواتهن، وحياتهن. وسوية، دفعن أمتنا باتجاه المساواة والتحرّر، وقبول حقوق المرأة، ليس فقط في اختيار مصيرها، إنما أيضاً لتشكيل مستقبل الشعوب والأمم.
ومن خلال إصرار وتضحية أجيال، اكتسبت النساء والفتيات الأميركيات، فرصاً أكثر وتمثيلاً أكبر من أي وقت مضى. ومع ذلك لايزلن يواجهن التمييز في مكان العمل، والتعرض أكثر للاعتداء الجنسي، واتساع فجوة في المداخيل ستكلف النساء العاديات مئات الآلاف من الدولارات على مدى حياتهن العملية.
ومع كفاح المرأة في سبيل الحصول على مقعدها على رأس الطاولة، تقدم حكومتي دعماً لا يتزعزع. كان أول مشروع قانون وقّعته كرئيس هو قانون ليلي ليدبيتر للأجور العادلة، الذي سهّل على النساء تحدي التمييز في الأجور. وبموجب قانون الرعاية بأسعار معقولة، منعنا شركات التأمين من فرض رسوم أكبر على النساء بسبب جنسهن، ونحن مستمرون في الدفاع عن هذا القانون ضد الذين يمكّنون أرباب عمل النساء من التأثير على قراراتهن الصحية.
في العام الماضي، واعترافاً بالتاريخ المسجّل من الخدمة الوطنية والشجاعة في قواتنا المسلحة، فتحت القوات العسكرية الأميركية وحدات القتال البرّي أمام النساء المجنّدات. كما نشجّع المزيد من الفتيات لاستكشاف شغفهن بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والعمل لخلق الفرص الاقتصادية للنساء في جميع أنحاء العالم.
وفي الخريف الماضي، استكملنا قانوناً لتوسيع نطاق حمايات العمل الإضافي والحد الأدنى للأجور للعاملين في الرعاية المنزلية، الذين تشكل النساء 90 في المئة منهم. وفي شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، أنشأت فريق عمل البيت الأبيض لحماية الطلاب والطالبات من الاعتداء الجنسي.
وبينما نكرِّم العديد من النساء اللواتي ساهمن في تحديد شكل تاريخنا، دعونا نحتفل أيضاً باللواتي صنعن تقدماً في عصرنا. دعونا نتذكر أنه عندما تنجح المرأة، تنجح أميركا. من وول ستريت (شارع المال) إلى مين ستريت (الشوارع الشعبية)، وفي البيت الأبيض والكابيتول هيل (مبنى الكونغرس)، دعونا نضع دولتنا على مسار النجاح.
وبناءً عليه، أنا باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وعملاً بالصلاحيات التي خوّلني إياها دستور وقوانين الولايات المتحدة، أعلن شهر مارس/ آذار 2014، شهر تاريخ المرأة. وأدعو جميع أفراد الشعب الأميركي إلى إحياء هذا الشهر والاحتفال بيوم المرأة العالمي في 8 مارس 2014، من خلال إقامة البرامج والاحتفالات والنشاطات المناسبة التي تكرّم تاريخ وإنجازات ومساهمات النساء الأميركيات. كما أدعو جميع الأميركيين إلى تصفح موقع «شهر تاريخ المرأة» www.WomensHistoryMonth.gov لمعرفة المزيد حول أجيال النساء اللواتي ساهمن في تحديد شكل تاريخنا.
وشهادة على ذلك، أوقع هذا الإعلان في هذا اليوم (الثامن والعشرين من فبراير/ شباط من العام الميلادي ألفين وثلاثة عشر)، والسنة الثامنة والثلاثين بعد المئتين من استقلال الولايات المتحدة الأميركية.
جريدة الوسط – العدد ٤٢٠٢ – يوم الأثنين الموافق ١٠ مارس ٢٠١٤