تلعب النماذج الاستراتيجية في إدارة الموارد البشرية دوراً محورياً في توجيه الممارسات والسياسات التنظيمية بما يضمن تحقيق الأهداف المؤسسية بكفاءة وبفعالية، فهي تسهم في تعزيز الأداء الوظيفي وتحقيق التوازن بين احتياجات المؤسسة ومتطلبات السوق المتغيرة، مما يضمن قدرتها على التكيف مع التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة. كما يوفر هذا النماذج إطاراً ممنهجلاتخاذ القرارات الاستراتيجية، مما يساعد في تحقيق ميزة تنافسية مستدامة من خلال إدارة رأس المال البشري بفعالية. وفي هذا السياق، نستعرض فيما يلي أبرز الاستراتيجيات الحديثة في مجال إدارة الموارد البشرية.
أولاً: الإدارة عالية الأداء (High-Performance Management – HPM)
إن الإدارة عالية الأداء، هي نهج إداري يركز على تصميم وتنفيذ سياسات وممارسات موارد بشرية تهدف إلى تحقيق أقصى إنتاجية وكفاءة من الموظفين، من خلال تعزيز الأداء الفردي والجماعي، وتحفيزهم لتحقيق مستويات عالية من النجاح التنظيمي.
ولهذه الاستراتيجية عدة اركان هي:
ا. التوظيف الاستراتيجي (Strategic Recruitment & Selection)، حيث تقوم على استقطاب أفضل المواهب لضمان التوافق مع أهداف المنظمة، كما انها استخدام أدوات تقييم متطورة لتحديد الكفاءات المناسبة.
ب. وضع أهداف واضحة وقابلة للقياسClear & Measurable Goals))، من خلال تحديد معايير أداء واضحة وواقعية تساهم في تحسين الإنتاجية، كما انها تقوم على ربط الأهداف الفردية بالأهداف الاستراتيجية للمنظمة.
ت. التدريب والتطوير المستمر (Ongoing Training & Development)، وذلك من خلال الاستثمار في تطوير مهارات الموظفين لمواكبة تحديات العمل، وتعزيز ثقافة التعلم المستمر لتحسين الأداء والابتكار.
ث. التغذية الراجعة المستمرة (Continuous Feedback & Performance Appraisal)، حيث تساهم في تقديم تقييمات دورية وتحليل الأداء لتحسين الفعالية وتشجيع ثقافة النقد البناء وتعزيز التحسين المستمر.
ج. نظام مكافآت قائم على الأداء (Performance-Based Reward System)، من خلال تقديم حوافز مالية وغير مالية للموظفين ذوي الأداء المتميز، كما انها تسعى لتعزيز التنافسية الإيجابية من خلال مكافآت تستند إلى الإنجازات.
تتمة المقال في نشرة عمال البحرين