تجربة ملهمة في أحد الأسواق الكبرى: نموذج يحتذى به في التوظيف البحرينيبقلم :أ.سلمان عبدالله سالم

بمحض الصدفة ودون تخطيط مسبق، وجدت نفسي في أحد الأسواق الكبرى (سوبر ماركت) التي أذهلني حسن ترتيبها، وتنوع أقسامها، واتساع مساحتها. لفت انتباهي بشكل خاص التعامل الراقي والمهذب للموظفين والعاملين مع الزبائن.
ما يبعث على الارتياح حقًا هو العدد الملحوظ من الموظفين والعاملين البحرينيين؛ فوجودهم بهذا الوضوح أمر نادر في العديد من الشركات والأسواق والمؤسسات الكبيرة. وقد أشار أحدهم إلى أن نسبتهم تصل إلى 50% من إجمالي عدد العاملين في السوق، ومن بينهم جامعيون وخريجو الثانوية العامة. أكثر ما أثار إعجابي هو أخلاقهم الجاذبة للمشترين وحرصهم على تقديم المساعدة لهم. رأيتهم يعملون بكل إخلاص وتفانٍ، وكأن السوق ملك لهم.
هذا الأداء المتميز ليس مفاجئًا، فشباب وشابات البحرين، إذا ما وجدوا بيئة عمل راقية، فإنهم يرتقون بها ويزيدونها تميزًا. لا نبالغ إذا قلنا إن العامل والموظف البحريني هو الخيار الأفضل من مختلف الجوانب: الاقتصادية، والشرائية، وفي المعاملات الرسمية.
إنصافًا لعمال السوق من غير البحرينيين، لاحظنا أنهم أيضًا يتمتعون بأخلاق عالية في تعاملهم مع الزبائن. وعند البحث والتقصي، اتضح أن هذا التميز الملحوظ يعود إلى تميز الإدارة وصاحب السوق. فهو يتجول باستمرار بين الأقسام، ويسأل الزبائن عن آرائهم حول السوق من جميع النواحي، ويطلب منهم تقديم الاقتراحات البناءة للمساهمة في تنميته وتطويره.
نأمل أن تتبنى إدارة السوق مشروعًا طموحًا لتطوير الكوادر البشرية البحرينية في مجالي التسويق والإدارة. يمكن تحقيق ذلك من خلال إدخالهم في دورات تدريبية متخصصة، وإرشادهم إلى الالتحاق بالدراسة عبر الإنترنت في الجامعات المعتبرة شهاداتها. الهدف من ذلك هو إحلالهم تدريجيًا محل غير البحرينيين، مما سيعزز من الكفاءات الوطنية. لو تحقق هذا الدور الكبير، سيصبح هذا السوق نموذجًا يُحتذى به في هذا التوجه.
أتمنى أن تحذو بقية الأسواق والشركات والمؤسسات الكبيرة في البلاد حذو هذا السوق وتعمل على بحرنة وظائفها، لما لذلك من إيجابيات متعددة على الصعيد الوطني.

Image Gallery