عمّان – الاتحاد العام للنقابات
عقد الاتحاد العربي للنقابات مؤتمره التأسيسي أمس الأربعاء (1 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، في العاصمة الأردنية (عمّان)، وذلك لإقرار نظامه الأساسي وانتخاب أمانة عامة للاتحاد.
وخلال المؤتمر، ألقى الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيد سلمان المحفوظ، كلمة قال فيها «نقف اليوم على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة من عمر عملنا النقابي العربي والدولي بتدشين هذا الكيان العربي الجديد الذي لم يولد صغيراً وجنينا كما هي الولادات عادة بل وُلد عملاقاً وتخطى سن الطفولة منذ لحظته الأولى منتقلاً إلى سن اليفاعة والشباب».
وقد اختيرت خاتون العرادي الأمين العام المساعد لشئون الشباب في الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين مقرراً أول للمؤتمر.
وأضاف المحفوظ «ننشئ اليوم وليداً نقابياً جاء به الربيع العربي وهبّاته المباركة التي انطلقت من تونس العز والكرامة ومصر الإباء لتشمل الوطن العربي بأكمله وكأنه تعبير عن الشعار القومي الأثير من مراكش للبحرين شعب واحد لا شعبين، وأصدقكم القول وبكل صراحة إن اتحادنا وفي اللحظة التي شنّت الهجمة على قواعده العمالية وقواعده النقابية وفصل من فصل وأوذي من أوذي لا لشيء إلا لأنهم وقفوا مع شعبهم في اللحظة التاريخية الفارقة».
ونسب بيان له أمس «في تلك اللحظة أيها السادة قررنا أن نجعل الحلم بكيان عربي نقابي حقيقي ديمقراطي مستقل عن إرادات الحكومات بل وإرادات كل القوى السياسية نجعل منه حقيقة علي الأرض وهكذا تواصل العمل حتى بلوغ هذه اللحظة التاريخية».
وأكد المحفوظ «نودع اليوم واقعاً عمالياً بائساً صنعت بؤسه الأنانية والديكتاتورية والانتهازية، حيث كنا نعيش في كيان نقابي هو أشبه شيء بالحكومات التي يخدمها لنعانق واقعاً آخر جديداً ليس عربياً بحدوده فقط، بل مسنود بمظلة نقابية كبرى لها من العراقة والمكانة ما يشرف من ينتمي إليها ألا وهي الاتحاد الدولي للنقابات، والذي تحت مظلته الوارفة ننشئ الاتحاد العربي للنقابات».
ولفت المحفوظ «نحن الاتحاد الأصغر في هذه المنظمة الوليدة لكن الشعوب لا تقاس بالأحجام فالتاريخ لا يصنع على مقاس الجغرافيا. ونحن نقولها بالفم الملآن والصدق الذي عهدتموه منا لم نكن يوماً ولسنا الآن طلاب مراكز ومناصب ومقاعد بل نسعى لنجاح هذا الاتحاد ونجاحه ووقوفه على قدميه هو مكافأتنا الحقيقية. نريده اتحاداً يعبر عن الشعوب ما بعد الربيع العربي وعن حق الطبقة العاملة والفئات المهمشة في العمل اللائق والأجر العادل الكريم والرفاهية الاجتماعية والحريات النقابية ومعايير العمل الدولية. نريده اتحاداً لا يظل يكرر كالببغاء ما يقوم به أولئك الذين أصبحوا خارج التاريخ».
واختتم المحفوظ كلمته، بملاحظة قال فيها «قبل أن أغادر هذه المنصة في لحظة لن تتكرر أبداً فلحظة التأسيس كليلة العرس تأتي مرة في العمر، أوصيكم زملاء وزميلات من مختلف مواقع العمل النقابي لن تقوم لاتحاد قائمة ولن يكرس احترامه لذاته وتاريخه ما لم نقطع على أنفسنا عهداً ألا نمارس في اتحادنا ما اعترضنا عليه يوم كنا هناك وأن تكون الديمقراطية رائدنا في منظماتنا القطرية وأخيراً أن ندعم اتحادنا الوليد بكل ما نملك من إمكانيات ووسائل وإنني أتعهد أن كل ما يمكننا تقديمه لهذا الاتحاد لن نتأخر عنه أبداً».