يمتلك الشباب البحريني المهارات والقدرات والإمكانيات اللازمة، التي تمكنه من النهوض ببلده في مختلف المجالات ، ويتميز بالإبداع التجاري والإداري والتكنولوجي ، و يتفوق في أحايين كثيرة على قدرات أقرانه من الشباب في دول عديدة ، بالإضافة إلى ذلك أنه يمتلك العزيمة و الإرادة القوية في تطوير قدراته و مهاراته ، والمشاركة الفعالة في تنمية بلاده البحرين في اتجاهات متعددة ، ولو فسح له المجال كاملا ، لأثبت أنه قادر على النهوض بوطنه في كل المجالات ، العملية والعلمية التعليمية و الإقتصادية والصناعية والثقافية والفكرية والمعمارية ، وهناك أمثلة كثيرة التي تدل على تفوقه واخلاصه وأمانته وانجازاته الكبيرة في الأعمال التي توكل إليه، ليس على مستوى مملكة البحرين فحسب ، بل على مستوى الإقليم والعالم ، وقد عرض على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بعض النماذج من الشباب البحريني الذين تقلدوا المناصب المتقدمة في شركات عالمية كبرى ، وأصبحوا رقما صعبا لا يمكن التفريط فيهم في مختلف الأحوال والظروف ، كثير منهم ونقصد الشباب البحريني يعتبرون ثروة وطنية لا يستهان بها ،ولا نبالغ إذا ما قلنا أن الكثير منهم يمكن أن يقال عنهم أنهم عملة صعبة بالنسبة للشركات العالمية التي يعملون فيها ، فطموحاتهم كبيرة ومتعددة تعادل قدراتهم العلمية والمهنية ، جولة بسيطة في جميع محافظات البلاد ، سترى إبتكاراتهم في المشاريع الخاصة بهم ، بالتأكيد لو تم الاعتناء بهم ورعايتهم ودعمهم بالشكل الصحيح ، لرأيناهم أكثر إبداعا وانجازا وانتاجا من غيرهم ، الشركات الكبرى في بلدنا التي تتوجس من توظيفهم أما أنها هي واهمة أو متغافلة أو متجاهلة لقدراتهم ، أو أنها تتعمد تفضيل العامل الأجنبي على البحريني لإعتبارات اقتصادية تتعارض كليا مع المفهوم الحقيقي للوطنية ، لأن الوطنية الحقيقية تعني الإستفادة من الطاقات المحلية، والعمل بكل جد وصدق في تطويرها و تنميتها ، حتى يتم احلالها مكان الأجنبي ، وليس ابعادها عن مواقع التي تستحقها ، لابد أن تقوم الجهات المعنية ببحرنة الوظائف بالمراقبة الحازمة للأساليب المستخدمة في التوظيف بالشركات العاملة في مملكة البحرين ، وأن تلزمها بأن تكون الأولوية عندما تفتح باب التوظيف للبحرينيين ، وأن تتحمل تدريبهم وتنمية قدراتهم العملية ، وإشراكها فعليا في حل مشكلة البطالة في البلاد ، فأي اعتبارات أخرى بعيدة عن تحقيق طموحات الوطن في هذا المجال تكون لا قيمة لها من الناحية الوطنية ، نأمل لبلدنا البحرين الازدهار والنماء في كل المجالات العلمية والمهنية بسواعد شبابه الأوفياء ،دعواتنا المستمرة للإستفادة من الطاقات الوطنية، يصب بشكل مباشر في مصلحة الوطن والمواطن معا .
المقال في نشرة عمال البحرين رقم 123 , نوفمبر 2024