الجزء الثاني
بقلم:د. نجيب غربال
لقد تطرقنا في المقال السابق إلى المدير صانع السلام
(A peacemaker manager) حيث هو شخصية قيادية تعطي الأولوية لحل النزاعات والانسجامداخل الفريق أو المنظمة، كما تطرقنا إلى أهم مميزاته مثل استراتيجيات العملمن خلال التدخل المبكر وتيسير الحوار، يشجع على إجراء محادثات مفتوحةبين الأفراد المتنازعين وتحديد القيم المشتركة.
ثانياً: المدير المتواضع (Humble manager)، هو قائد يظهر سلوكاً متواضعاً وغير متفاخر، حيث يبدأ باحتياجات ومساهمات فريقه يضع احتياجاتهم قبل احتياجاته ومساهماته. يتميز هذا النوع من المدراء برغبتهم في الاستماع والتعلم والاعتراف بإنجازات وأفكار فريق عمله دون حرج، وهذا النوع نادراً نوعاً ما حيث إنه يساهم ويعزز بيئة عمل بشكل شمولي، كما هو يشجع التعاون بشكل مستمر ويكون منفتح على الملاحظات من إيجابيات أو سلبيات مما يساعد على بناء الثقة والاحترام داخل الفريق. وغالباً ما يركز هذا النوع من المدراء على تمكين موظفيهم، معترفين بأن النجاح هو جهد جماعي وليس إنجازاً فردياً.
هذا ولا يخلو أي نمط من المدراء من العيوب، حيث أنه يفتقد إلى:
• نقص الحزم، قد يؤدي التواضع المفرط إلى عدم اتخاذ قرارات حاسمة أو عدم القدرة على فرض السلطة عند الحاجة، مما قد يؤثر على فعالية الفريق.
• تجنب الصراع، قد يسعى المدير المتواضع لتجنب الصراعات أو المواجهات، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من معالجتها بشكل مباشر.
• تقدير الذات المنخفض، قد يشعر المدير المتواضع بعدم الثقة في قدراته، مما قد يؤثر على قراراته ويجعله يتردد في اتخاذ المبادرات مستقبلا.
• صعوبة في تقديم الملاحظات، قد يجد المدير المتواضع صعوبة في تقديم ملاحظات سلبية للموظفين، مما قد يؤثر على تطويرهم المهني.
• تأثير على القيادة، في بعض الأحيان قد يُنظر إلى المدير المتواضع على أنه ضعف، مما قد يؤثر على قدرة على كسب احترام فريق عملة.
على الرغم من هذه العيوب، يمكن للمدير المتواضع أن يكون فعالاً إذا تمكن من تحقيق توازن بين التواضع والقدرة على القيادة بحزم.
ثالثاً: المدير ذو التفكير النانو (Nano thinking manager) وهو المدير الذي يدقق في كل التفاصيل والجزئيات يُعرف عادةً بأنه “مدير دقيق” أو “مدير متطلب”. يتميز هذا النوع من المديرين بالاهتمام الشديد بالتفاصيل، حيث يسعى لضمان أن كل جانب من جوانب العمل يتم تنفيذه بدقة ووفقاً للمعايير المحددة. وهذا النوع من المدراء مفيد في بعض التخصصات، مثل المشاريع التي تتطلب مستوى عالٍ من الدقة أو الجودة. ومع ذلك، قد يؤدي هذا الأسلوب أيضاً إلى بعض التحديات، مثل التأخير في اتخاذ القرارات أو إحباط الموظفين الذين يشعرون بأنهم تحت المراقبة المستمرة، بشكل عام يُعتبر المدير الذي يدقق في التفاصيل شخصاً يسعى لتحقيق الكمال ويؤمن بأن النجاح يكمن في الانتباه في كل جانب من جوانب العمل. وهذا وبسبب المبالغة في التفاصيل قد تفوته الفرصة لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
رابعاً: المدير ذو الرؤية الضعيفة (A weak vision manager) هو عادةً ما يُعرَّف بأنه شخص يفتقر إلى رؤية غير واضحة وغير جذابة لفريقه أو لمنظمته، وقد يواجه هذا النوع من المدراء صعوبة في التعبير عن الأهداف طويلة الأمد، أو قدرة على إلهام فريقه، أو تقديم التوجيه السديد، والذي يؤدي إلى إرباكفريق العمل، وانخفاض الروح المعنوية، ونقص الدافع بين أعضاء الفريق. في نفس الوقت المدير ذو الرؤية الضعيفة غالباً تصرفاته وقراراته تكون على هيئة ردة فعل بدلاً من أن يكون قراراً استباقياً أو استشرافياً، حيث يفشل في توقع التحديات المستقبلية أو اقتناص الفرص المنظورة لتحقيق أهداف المنظمة وفريق العمل، وهو بشكل عام يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر على تقويض قدرات الفريق وتضيق زاوية النظر المستقبلية للحد من تحقيق رؤية ورسالة وأهداف المنظمة، كما أنه يعيق أو يؤخر نجاح فريق عملة أو منظمته دون أن يعلم.
بشكل عام، يُعتبر وجود رؤية قوية وملهمة أمراً مهماً وحيوياً لنجاح أي فريق عمل أو منظمة، ومدير ذو الرؤية الضعيفة يمكن أن يكون عائقاً أساسياً في تحقيق ذلك.
كيف نحسن وضع المدير ذو الرؤية الضعيفة؟
على مدير الموارد البشرية بتقديم استراتيجيات التحسين المستمرة وذلك لتحسين وتجويد الوضع، حيث يمكن لمدير ذو الرؤية الضعيفة العمل على تطوير مهاراته من خلال وضع الرؤية واضحة وطرق تواصل فعالة مما يساهم في التحفيز. كما يمكن لمدير الموارد البشرية الاستفادة أيضاً من التغذية الراجعة من الفريق لفهم احتياجاتهم وتوقعاتهم وذلك عبر المقابلات الشخصية بين ذلك المدير ومدير الموارد البشرية.
يتبع في المقال القادم الجزء الثالث.