مدينة عيسى – مالك عبدالله
قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيدسلمان المحفوظ: «إن الوفد المشكل من الاتحاد العام وممثلين عن المفصولين أكد خلال لقائه صباح أمس الأربعاء (22 يناير/ كانون الثاني 2014)، بوكيل وزارة العمل صباح الدوسري، أن التمييز الذي تجلى في حالات الفصل في العام 2011 يُمارس اليوم وبذرائع مختلفة، بعد أن أصبح المنتهكون للحقوق العمالية أكثر مهارة في عدم كشف انتهاكاتهم، ما جعلهم يخترعون أسباباً ظاهرها القانون وباطنها التمييز مثل الهيكلة وانتهاء العقود وفائض العمالة وغير ذلك من اﻷكاذيب التي تدحضها الشواهد».
وبيّن المحفوظ أن «الوفد أكد ضرورة وضع جدول زمني لحل الملف وإرجاع المفصولين، وأن يكون سريعاً وعملياً ومحققاً للنتائج المرجوة».
وأشار إلى أن «وزارة العمل وعلى إثر الاعتصام، الذي نظمه المفصولون بمشاركة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أمام مبنى وزارة العمل في مدينة عيسى، طلبت الحوار بشأن ملف المفصولين، حيث تشكل وفد مكوّن من الأمين العام المساعد للتنظيم بالاتحاد محمد عبدالرحمن، والأمين العام المساعد للقطاع الخاص عبدالكريم رضي، ممثلين عن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، ومن المفصولين رئيس نقابة باس يوسف الخاجة، ورئيسة جميعة التمريض رولا الصفار، ورئيس نقابة يوكوجاو سامي عبدالعزيز، وجلال القصاب ومحمد الشيخ، حيث أوصل الوفد نيابة عن جميع المفصولين معاناتهم التي طالت لسنوات بدون حل، لتستمر معاناة عوائلهم في ظل قطع أرزاقهم».
وتابع المحفوظ «تطرق الوفد في لقائه لقضايا المفصولين في جميع القطاعات الحكومية والهيئات والشركات الكبرى (ممتلكات) والخاصة، إذ بيّن الوفد أن جهود الوزارة أثمرت عن حل جزء من الملف».
وواصل «غير أن هذه الجهود اليوم فقدت اندفاعها وتوقفت، وبات من الضروري إعطاؤها دفعة جديدة من التوجيه الحكومي الواضح على أعلى المستويات للمسئولين في مواقع العمل المختلفة في القطاعين الحكومي والخاص، وإلا فإن المشكلة ستبقى قائمة ما لم يكن هناك هذا التوجيه».
وأكد المحفوظ أن «الوفد شدد على أن الاعتصام لتوجيه رسالة لأصحاب القرار وإلى الرأي العام بأن قضية المفصولين ليست مجرد أرقام بل قضية حقوق ومعاناة عوائل مستمرة منذ 3 أعوام».
وأشار إلى أن «الوفد بيّن أن المفصولين ورغم هذه السنوات من الفصل وانتهاك الحقوق والإساءة، إلا أنهم ظلوا اﻷكثر إيجابية واﻷكثر تعاوناً من أجل طي الملف، وقدموا كل الحلول الممكنة للخروج بنهاية لهذا الملف تضمن حقوق جميع الأطراف».
وذكر أن «الوفد أكد أن المفصولين هم الذين يتعالون على جراحهم، ولا يطالبون بأكثر من حق دستوري وإنساني كفلته معايير العمل الدولية ومنظومة حقوق الإنسان ودستور البحرين وقوانينها مع إجماع الأطراف والجهات الرسمية على أن الفصل كان تعسفياً وخارج القانون».
وتابع «وبيّن الوفد أن طريقة تقطيع الملف وحل قضايا فردية هنا أو هناك من الملف هي إجراءات تسكينية كالمهدئات، وهي على أهميتها للأفراد إلا أنها لا تنهي المشكلة بل تعمِّقها، وليس هناك أفضل من حل شامل عبر توجيه عام وواضح يأتي من أعلى مستويات القرار بإرجاع المفصولين وإنصافهم».
وأردف المحفوظ «إن الوفد قال خلال اللقاء إنه من الغريب أن يستمر المؤزمون في تأزيمهم دون محاسبة في ظل اﻷجواء اﻹيجابية التي أتاحتها دعوة جلالة الملك لاستئناف الحوار الوطني وما أشاعه ذلك من اﻵمال التي نرجو أن تطال الشأن العمالي لتعم البهجة الجميع، وخاصة العمال المفصولون».
وختم «إن وكيل وزارة العمل صباح الدوسري، رحّب بالوفد وأكد حرص الوزارة على حل جميع أجزاء الملف للمفصولين، كما أكد أنه سيتابع شخصياً كافة القطاعات، التي لم تستجب لمعالجة قضايا المفصولين لديها».
من جانب آخر، أشار بيان اعتصام المفصولين الـ 23، إلى أنه «وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على قضية المفصولين فصلاً تعسفياً على خلفية الأحداث التي ألمت بالبلاد في العام 2011، وفي ظل أجواء الحوار والمصالحة التي تسود البلاد حالياً لا يزال هناك من يرفض الامتثال للأوامر العليا ويصر على التأزيم غير آبه بمعاناة المفصولين وعوائلهم».
واستطرد البيان «وفي الوقت الذي نهنئ كل من تمكن من العودة إلى عمله مرفوع الرأس فإن المئات من المفصولين على خلفية تلك الأحداث لا يزالون على رصيف الفصل والبطالة والحاجة أمام أصحاب العمل في القطاعين الحكومي والخاص لا يكترثون لمعاناتهم ولا يسمعون آلامهم».
وواصل «جئنا اليوم لساحة المحرومين بعائلاتنا لنعلنها مدوية أن قضيتنا باقية، وأن على وزارة العمل بحكم مسئوليتها القانونية أمام القيادة السياسية ومنظمة العمل الدولية، أن تعمل على إرجاعنا لوظائفنا التي حرمنا منها دون وجه حق».
وأكد البيان أن «هذه الحقوق ليست حقوقنا لوحدنا بل حقوق الآلاف من أفراد عوائلنا، ونؤكد اليوم عدم تنازلنا عن حق العودة للعمل، إننا كمفصولين نرى أن إرجاعنا هو خطوة لإنجاح الحوار الوطني بين جميع الأطراف».
وتابع «نؤكد على الحكومة الممثلة بوزارة العمل، أن تعمل على حل هذا الملف، وأن التأزيم وإثارة الادعاءات بعدم وجود مفصولين لا يخدم الحل ولا يحقق التقدم في التوافق الوطني بل يؤكد غياب الجدية لتحقيق أهداف الحوار وغاياته النبيلة في تحقيق وضع مستقر ومزدهر يكون فيه الوطن للجميع والجميع للوطن».
وشهد الاعتصام إلقاء عدد من الكلمات لممثلين نقابات وعدد من المفصولين، بالإضافة إلى كلمة للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين.
جريدة الوسط – العدد ٤١٥٦ – يوم الخميس الموافق ٢٣ يناير ٢٠١٤، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٣٥ه