فساد ألبا… وإذا بُليتم فاستتِروا!

 

مريم الشروقي

استغربنا من إحدى الجرائد المحلّية نشر خبر شهادة محمود الكوهجي في بريطانيا إثر فضيحة فساد ألبا- ألكوا! فقضيّة هذا الفساد بسيطة جدّاً، وهذه الجريدة لم تكتب الخبر إلاّ حقداً وتشهيراً على من مسّته أيادي القضاء البريطاني غير العادل! ونست الجريدة كلمة رئيس المجلس الوطني خليفة الظهراني التاريخية: «وإذا بُليتم فاستتروا»!

لماذا تنشر هذه الجريدة هذا الخبر غير الصارخ؟ ولماذا لم تتستر على قضيّة الفساد البسيط؟ فما هي 3 مليارات دولار التي ذهبت أدراج الريح؟ إنه مبلغ تافه استفاد منه من استفاد، وصبّ في الاقتصاد الوطني، والستر «زين» ومن شيم العرب!

القضيّة مطروحة في بريطانيا، وهؤلاء أجانب لا يهمّنا حديثهم، ولكننا نتمنّى ممّن رفع القضيّة خارج المملكة أن يرفع القضيّة إلى النيابة العامة ومن ثمّ إلى القضاء البحريني العادل. فالمواطن الذي زوّرَ إجازة يومين نال نصيب 5 سنوات في السجن، فما بالك بـ 3 مليارات دولار قوت الشعب البحريني وليس قوت أشخاص أو أفراد؟ أتظنون بأنّ القضاء الذي زجّ بذاك المواطن 5 سنوات سيترك المفسدين – وما أكثرهم في هذا البلد حسب تقرير ديوان الرقابة الإدارية والمالية-؟

فساد ألبا… نعتقد بأنّ الجميع قَبِل الجملة وأحبّها، ولكن في الجرائد فقط، إذ لا أحد يعي حجم الفساد الذي تتناوله المحاكم البريطانية والأميركية اليوم، فبحسبة بسيطة جدّاً لأننا لا نفهم في الحسابات شيئاً، قيمة المارشال الخليجي مليار دولار سنوياً، توزّع على بناء الوحدات السكنية والمدارس والمراكز الصحّية ورصف الشوارع وبناء المحطّات والأندية وغيرها من المشاريع، فما بالك بذلك المبلغ المنهوب من قوت الشعب لصالح أفراد من غير وجه حق، ولكن الستر «زين»!

هذا المبلغ الذي كان بإمكان الشعب الاستفادة منه عن طريق بناء 31 ألف وحدة سكنية – بحسب المناقصات تكلفة البيت 36 ألف دينار، أو لو وزّع نقداً لنال كل مواطن 1744 ديناراً، فالأسرة التي تتكوّن من 10 أفراد كانت ستستفيد بمبلغ 17440 دينار، أي (سبعة عشر ألفاً وأربعمئة وأربعون ديناراً)!

يا الله.. هذا فقط فساد ألبا، أما إذا أضفنا ملف الأراضي والنفط والصفقات وما إلى ذلك من فساد، ورددناه إلى ميزانية الدولة، فماذا يا تُرى سيكون نصيب الفرد؟ ليس من الدخل القومي ولكن مباشرة للمواطن من تلك الأموال المغتصبة!

«وإذا بُليتم فاستتروا»… مقولةٌ دخلت التاريخ البحريني على مصراعيه، وستدرّس في مناهج التربية الوطنية لمدارس المستقبل، حتّى يعم الخير على جميع المواطنين، ولكن نسي رئيس مجلس النواب -صاحب المقولة- بأنّه مسئول وسيُحاسب أمام الله قبل البشر، عمّا تفوّه به وتقاضى عنه، فلقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: «والله لا يحبُّ الفساد» (البقرة،205).

تذكير لشريف بسيوني: متى ومن سيُحاسب الوزراء على لجان التحقيق؟

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوة وطرد السفير الأميركي؟ وما هي الـ 80 % من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات، وانشغلتم بمحاربة «الارهاب» وسحب الجنسيات من المواطنين؟

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط « (على قولة المعاودة)، ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

وأخيراً تذكير لوزير الإسكان: هل نحتاج لتذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟

 http://www.alwasatnews.com/4082/news/read/827156/1.html

جريدة الوسط – العدد 4082 – الأحد 10 نوفمبر 2013م الموافق 06 محرم 1435هـ

Image Gallery