باحت لـ «الوسط» مرارة شعورها
سلمى نامت موظفة بـ «معهد البحرين»… وصحت فرّاشة بـ «سترة الإبتدائية»
الوسط – محمود الجزيري
مع إشراقة شمس صباح يوم الأحد (1 سبتمبر/ أيلول 2013) نهضت سلمى العصفور متوثبة للذهاب إلى عملها في معهد البحرين للتدريب كعادتها كل يوم، لكنها ما درت أن ثمة حكاية صادمة تنتظرها على «الريق».
ذهبت آملة ورجعت متألمة، حيث «تفاجأت بقرار صادر من وزارة التربية والتعليم، يقضي بنقلها من وظيفتها بالمعهد «فني إرشيف» إلى «فراشة/مراسلة» بمدرسة سترة الابتدائية للبنات».
سلمى أمٌّ لثلاثة أولاد، وهي موظفة من فئة الصم جاءت برفقة مترجمتها شاكية لـ «الوسط»، «الخوف من ضياع حلمها الذي حققته بعد أن صبّت العناء صباً على مدار 7 أعوام كانت خلالها تراود وزارة العمل يومياً بحثاً عن وظيفة تشبع آمالها، وتحقق كيانها كمواطنة منتجة في سجل العطاء بهذا الوطن».
أرجعت الذاكرة للوراء، وقالت سلمى: «كنت أواظب يومياً على مراجعة وزارة العمل من أجل الحصول على وظيفة تناسب مؤهلاتي، وخاصة أني اجتزت جميع المراحل الدراسية بنجاح في مدرسة الصم ثم في المعهد. بشكل عام الصمم الذي أعاني منه لم يشكل لي عائقاً في سبيل تحقيق طموحاتي، وكنت مصرَّة على نيل وظيفة، وبقيت على هذا الحال مدة 7 أعوام حتى تحقق ما أردته والتحقت بالعمل في معهد البحرين للتدريب العام 2006 بقسم نظم المعلومات ودعم البرمجيات بوظفية فني حاسوب».
تضيف سلمى «عمَّ السرور بداخلي، وتسلمت مهام عملي مجدة مثابرة حتى رقيت في العام 2008 للعمل في قسم الصيانة والخدمات، ثم لقسم الأرشيف في العام 2009 وبقيت فيها حتى جاء قرار النقل الأخير».
وعن حادثة نقلها، تذكر سملى «في يوم (1سبتمبر2013)، تسلمت و29 زميل آخر خطابات نقل من وزارة التربية والتعليم «غير مسببة» تفيد بنقلنا من وظائفنا بالمعهد إلى أماكن أخرى متفرقة، وكان نصيبي منها الانتقال إلى مدرسة سترة الإبتداية للبنات للعمل بوظيفة «فراشة/مراسلة
تفيد سلمى «انتقلت إلى المدرسة وشعور الخيبة يراودني، حيث إنه وبعد مثابرة تربو على الـ7 سنوات في المعهد، انقل إلى وظيفة متدنية جداً مقارنة بما كنت أشغله سابقاً، وذلك عوضاً عن تكريمي وإلحاقي بوظيفة أرقى مراعاةً لجهودي وللإعاقة التي أعاني منها».
وتشير إلى أنه «وبعد مرور 3 أشهر تقريباً على نقلي للوظيفة الجديدة، صرت في وضع جمود لا أحسد عليه. فرغم سوء الوظيفة قبلت أن أتماشى مع الوضع الجديد ما استطعت، إلا إنني لم أنجح. فلا مكتب خاص بي، ولا مهام وظيفية كما السابق. كما أن المكان غير مؤهل للتعامل مع حالات الصم. فأغلب العاملون هنا يأتون ليسندوا لي مهمة معينة، لكن عندما يكتشفون أنني من فئة الصم يتراجعون ويبحثون عن بديل آخر قادر على التواصل المباشر معه».
وتردف سلمى، في المهد كان الوضع مختلفاً تماماً، حيث إن سني الخبرة التي قضيتها أهلتني لكسب العديد من المعارف والقدرة على تفاعل الحيوي معهم، ولم أشعر بأني عاجزة عن التواصل مع الآخرين، هذا فضلاً عن وجود موظفين آخرين من الفئة نفسها التي أنتمي إليها».
وتبوح سلمى بإحساسٍ مرٍّ يخالطها «لستُ في مكاني الطبيعي، وأخشى فقدان كل المعلومات والإضافات التي اكتسبتها في المعهد، كما أشعر بأن المصابرة التي قضيتها 7 سنوات في البحث عن وظيفة تبخرت وضاعت إلى الأبد. وفرحي الكبير بوظيفتي ووضعي في المعهد حل مكانه الضيق والأسى للحال التي أُلتُ إليها الآن».
وتطالب سلمى وزارة التربية والتعليم «بإرجاعي للعمل في وظيفتي السابقة، لا أريد أن أشعر بأن الباب مغلق في وجهي، أتمنى أن تبقى بوابة المستقبل مفتوحة أمامي، ليستمر عطائي وخدمتي لوطني العزيز البحرين».
http://www.alwasatnews.com/4103/news/read/833667/1.html#
جريدة الوسط – العدد 4103 الأحد 01 ديسمبر 2013م الموافق 27 محرم 1435هـ