الناس .. “ريادات”

توج المجلس الأعلى للمرأة جهوده المثمرة في مجال دعم المرأة وتمكينها للدخول في مجال الأعمال والمشاريع الخاصة، بإنشاء مركز (ريادات)؛ لتنمية قدرات المرأة البحرينية.

المركز يعتبر من أهم المشاريع التي أنجزها المجلس للمرأة ويهدف إلى تقديم خدمات إدارية وتدريبية واستشارية لأي امرأة بحرينية ترغب في تأسيس مشروعها الخاص أو لديها عمل أو موهبة أو حرفة خاصة تسعى إلى تحويلها إلى مشروع صغير أو متوسط.

ويعتبر المركز نقله نوعية في مجال الخدمات المقدمة للمرأة ومساعدتها للاعتماد على نفسها، وتوفير مصدر دخل إضافي لأسرتها وتحسين مستوى معيشة الأسرة.

وبقدر ما تواجهه البحرينية من منافسات ومخاطر وصعوبات في حال رغبتها بالدخول في السوق، بقدر ما تتمتع بمهارات وإرادة قوية؛ لتحقيق ذاتها والاعتماد على نفسها. لكنها تحتاج الدعم والاستشارة، ومن المؤمل أن يقوم المركز بهذا الدور الحيوي.

نقترح أن يبدأ المركز تواصله مع جميع الفئات المستهدفة، ربات البيوت، الموظفات اللاتي لديهن أعمال ومواهب ومشاريع صغيره يمارسونها بشكل محدود ويفتقدن الدعم، خريجات الجامعات والثانوية العامة من العاطلات عن العمل، وهن الأكثر حاجة؛ للاستفادة من المركز.

لابد من التواصل معهم بكل وسائل الإعلام والاتصال وتعريفهن بالمركز وتشجيعهن لاكتشاف مواهبهن والخوض في مجال العمل الحر دون خوف أو تردد.

نجاح المرأة في مشروعها الخاص يعود عليها وعلى اقتصاد وطنها بفوائد جمة، كما يغنيها عن الوظيفة في القطاع العام أو الخاص وما يترتب على التزامها الوظيفي من تضحيات وأمور تؤثر سلباً على استقرار الأسرة وإدارة شئون بيتها.

وحبذا لو نظمت حملة تستهدف الخريجات وطالبات الجامعة؛ بهدف تعريفهن بالمركز وخدماته وفتح باب التواصل معهم ودراسة مدى إمكانية الشراكة في المشروع بين أكثر من امرأة إلى حين أن يكبر المشروع ويتوسع.

المقاهي مثلا ومحلات الكافيه والشاي السريعة انتشرت بكثرة ويوجد إقبال كبير عليها ولا تحتاج ميزانية كبيرة، وبالإمكان تشجيع العاطلات عن العمل بإنشاء مشروعهن الخاص في هذا المجال حتى لو يبدأن المشروع من منازلهن. كما يمكن تشجيع البحرينيات للشراكة مع محلات الكافيه والمطاعم؛ لتزويدها بالحلويات والموالح من خلال إنتاجها البيتي.

وجود المركز وحده لا يكفي، ونتطلع إلى دور ومشاركة الجمعيات النسائية في إنجاح أهداف المركز وتشكيل فريق شبابي من الجمعيات يتواصل مع المركز ويسوق له، ويكون حلقة الوصل مع الجمهور وينقل التجارب والقصص الناجحة.

ونأمل من تلفزيون البحرين أن يخصص حلقة ضمن برامجه المحلية؛ لتعريف الجمهور بالمركز واستضافة نماذج بحرينية ناجحة لتكون قدوة ودافعاً للآخريات للتجربة.

كل الشكر والتقدير لجهود المجلس الأعلى للمرأة، ونأمل لمركز ريادات أن يعمل ضمن خطة إستراتيجية تستهدف استقطاب أكبر عدد من البحرينيات إلى قطاع العمل الحر.

وفي يومنا هذا، يوم المرأة البحرينية لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التقدير والامتنان لكل بحرينية ناجحة في بيتها وعملها. لكل بحرينية تعلمت وشاركت في بناء وطنها، لكل أم وربة بيت أحسنت تربية أولادها، فأهدت أرض البحرين رجالا ونساء رسموا أجمل صور العطاء في حب وخدمة مملكتنا الحبيبة.

 http://www.albiladpress.com/column14213-14608.html

جريدة البلاد – العدد  1874  الأحد ١ ديسمبر ٢٠١٣ م

 

Image Gallery