الشاب زكريا يقهر الظروف بصنع «الآچار» وبيعه بمدخل أبوصيبع

الشاب زكريا يحرص على بيع «الآچار» لتوفير لقمة العيش
أبوصيبع – محمد الجدحفصي
تجده بشكل يومي عند ناصية الطريق بمدخل قرية أبوصيبع، تثيرك ملامحه البحرينية عند ذلك المفترق، حيث يقضي جل يومه في نهاية الشارع المتعرج الشاب زكريا عبدعلي في أواخر العشرينات من عمره.
يقوم الشاب زكريا بعرض بضاعته من «الآچار» والمخللات التي قام بصناعتها بنفسه ليبيعها تارة على المارة من المواطنين والمقيمين، وتارة أخرى يقوم بإرجاعها معه إلى المنزل نادباً حظه المتعثر بالعوز والحاجة والتي لولاهما لما أجبر الشاب زكريا عبدعلي على بيع «الآچار» والمخللات بمدخل القرية.
ويحكي الشاب زكريا عبدعلي حول ذلك قائلاً «تعلمت أن أقف لا مكتوف اليدين أمام العوز والحاجة هنا، وأمام ازدياد المتطلبات المعيشية هناك، بل قمت بالتفكير ملياً قبل أن أقرر الانطلاق في مشروعي الصغير هذا، تعلمت صناعة «الآچار» وتتلمذت على يد أحد أمهر المحترفين في القرية بصناعته، وفي وقت وجيز تمكنت من إجادة بحرنة «الآچار» والمخللات بطريقة مبتكرة وجديدة، وقد نالت بدورها استحسان البعض لأنها تحمل نكهة شبابية خاصة».
ويضيف «لا تخلو مائدة منزل من «الآچار» والمخللات، بل إن أغلب المطاعم حالياً تقوم بتوفيرهما عبر أكياس صغيرة، ولكل شخص يقوم بصناعة «الآچار» نكهة خاصة يمتاز بها عن غيره، لذا كان شغلي الشاغل هو ابتكار نكهة وطعم أتمكن من التميز به عن غيري من الذين يقومون بصناعة مثل هذه المنتوجات المحلية».
ويسرد الشاب زكريا أهم العقبات التي واجهته قائلاً «في الحقيقة أنني تخوفت كثيراً من عدم حصولي على التجاوب والرضا من قبل الزبائن واللذان يعتبران من أهم الدعائم التي أحتاجها للاستمرارية في مشروعي، ولكن ذلك الأمر لا يضاهي قلقي تجاه المقدرة في صناعة اسم لي وللمنتج الذي أقوم بتصنيعه، حتى يتمكن من مجاراة بقية الأسماء الرائدة في صنع «الآچار» والمخللات المحلية».
ويشيد زكريا في نهاية حديثه بتشجيع المواطنين قائلاً «من المعروف عن الشعب البحريني سخاؤه ودعمه اللامحدود للمشاريع المحلية، وهو الضمانة الحقيقة لنجاح المشاريع، وهذه نعمة توفرت منذ القدم في أبناء هذا الشعب الطيب، والذي لولاه لما تقدمت خطوة للأمام، لهذا إنني أتقدم لصحيفة «الوسط» للتشجيع والدعم، وللمواطنين على تشجيعهم لي».
جريدة الوسط – العدد  ٤١٦٧  –  يوم الأثنين الموافق  ٣ فبراير  ٢٠١٤
زكريا

Image Gallery