أكد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، عبدالقادر الشهابي، في كلمته في حفل عيد العمال أن ملف البطالة لا يزال مؤرقا، بسبب غياب شروط العمل الكريم، مؤكدا أن شعار (البحرنة أولوية لعدالة اجتماعية مستدامة يجب أن يترجم عمليا لرؤيته الشاملة في بعدها الإستراتيجي، فوضع العامل البحريني في قلب عملية الإنتاج الوطنية ليس خيارا بل ضرورة لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية المكتسبات الاجتماعية، مطالبا بإحلال ودمج 50 ألف مواطن في سوق العمل بأجور عادلة لا تقل عن 700 دينار، لنتمكن من قلب العجز الاكتواري إلى فائض.
ودعا الأمين العام في الاحتفال الذي أقيم اليوم 30 أبريل 2025م تحت الرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، إلى اعتماد نهج مستقبلي تشاركي في إعداد الميزانيات، وآلية مستندة إلى رؤية مستقبلية لإعداد الموازنة العامة، موضحا أن الدين العام يتفاقم، وأن الحل يكمن في تحديد الأولويات وتقليص المصروفات غير الضرورية، وجعل المواطن البحريني محور سوق العمل، للحد من استنزاف الموارد المالية عبر التحويلات المالية للخارج، موضحا أن سياسة التوازن المالية المتبعة من خلال فرض نسب ضريبة القيمة المضافة اضطراديا لا يمكن التعاطي معها دون معالجة حقيقية لسوق العمل.
كما أكد الأمين العام في كلمته أن الاتحاد العام يستشعر مشكلة خصخصة القطاع العام، والتخلي عن الخدمات الأساسية لصالح القطاع الخاص، مدعاة لتعميق الأزمة الاقتصادية لا إلى حلها، مؤكدا على ضرورة الحوار الاجتماعي لتحقيق التوازن في علاقات العمل، مجددا الدعوة لإنشاء المجلس الاقتصادي الاجتماعي إيمانا بضرورة التوحد من أجل نظرة مستقبلية إيجابية لاقتصاد البحرين لمعالجة كافة التحديات، مشيرا إلى أن صناديق التأمينات الاجتماعية تمرّ بتحديات خطيرة، إذ يتآكل احتياطي الصناديق ويستخدم صندوق التعطل في غير ما أنشئ لأجله.
واستحضر الأمين العام ما يتعرض له العمال والشعب الفلسطيني من عدوان صهيوني وحشي يستخدم فيها أشدّ الأسلحة فتكا وتدميرا، إذ تحولت قضية فلسطين إلى قضية العالم الأولى، داعيا إلى وقفة صادقة لإعادة الثقة بالمواثيق الدولية، وإلا سيتعرض النظام الدولي للانهيار، وفي ختام كلمته أستذكر الأمين العام جهود النقابي الراحل عبدالله حسين في الاتحاد العام حيث كان صوت العمال الذي لا يفكر بغير أن يكون المواطن البحريني هو الخيار المفضل للتوظيف، وكان على المحط في القضايا الشائكة التي تتطلب صبرا وجهدا استثنائيا، معاهدا أن يكون تكريمه بقاء واستمرارا في خدمة العمال والدفاع عن حقوقهم.